اسم الکتاب : الفصول المهمة في صلاة ابي بكر في مرض رسول الله( ص) المؤلف : أبو معاش، سعيد الجزء : 1 صفحة : 436
ثم انه اذا لم يكن مفاد اتحاد الاصل غير قرب النسب، كما يدل عليه كلام صاحب التحفة صريحاً، فلا أدري لم جعلوا هذا الخبر- أعني اتحاد طينة الشيخين بطينة رسول الله (ص)- في غاية الفضيلة ونهاية الشرافة، حتى قالوا انهم لايعلمون للشيخين فضيلة أفضل من هذه الفضيلة.
قال السيوطي في ( (النكت البديعة)) بعد ذكر هذا الحديث:
( (قال أبو عاصم: ما نعلم فضيلة لأبي بكر وعمر مثل هذا الحديث، لان طينتهما من طينة رسول الله (ص) ومعه دفنا))[731].
وقال في ( (الرياض النضرة)):
( (ذكر انه (ص) واياهما- يعني الشيخين- خلقوا من تربة واحدة: عن سوّار ابن عبد الله بن سوّار: (ان النبي (ص) مر بقبر يحفر، فقال: قبر من هذا؟ قالوا قبر فلان الحبشي. قال: سبحا الله! سيق من ارضه وسمائه الى التربة التي خلق منها) وقال لي سوّار: اني لا أعلم لابي بكر وعمر فضيلة أفضل من ان يكونا خلقا من تربة خلق منها رسول الله (ص))) خرجه الجوهري[732].
أقول:
لاشك عند التأمل الصادق والتدبر الصائب: ان اتحاد أحد في الاصل والطينة من أعظم فضيلة وأشرف منقبة وأسنى مدحة لايداينها فضل