اسم الکتاب : الفصول المهمة في صلاة ابي بكر في مرض رسول الله( ص) المؤلف : أبو معاش، سعيد الجزء : 1 صفحة : 233
جماعة من صحابته يُسخطهم المنع من الصدقات، ويرضيهم وصول شيء منها اليهم، وهذا جميعه قد وقع منهم في حياة نبيّهم ووقت المراقبة له والخوف منه والرجاء له، فكيف يُستبعد من هؤلاء ان يخالفوه بعد وفاته؟ بل كيف يثق عاقلٌ من هؤلاء انهم يتركون اغراضهم الدنوية وأحقادهم وحسدهم لأهل الفضائل وطلبهم الدنيا بعد نبيّهم، ما يُستبعد ذلك مع معرفته بهذه الأسباب الأمن لا يُعدّ من ذوي الألباب.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في ( (الجمع بين الصحيحين)) في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص في الحديث الحادي عشر من افراد مسلم قال: ان النبي (ص) قال: اذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قومٍ أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله فقال رسول الله (ص): تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغصون، وفي رواية: ثم تنطلقون الى مساكن المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض[296].
ومن ذلك ما رواه الحميدي أيضاً في ( (الجمع بين الصحيحين)) في مسند المسيّب بن حزن بن أبي وهب من أفراد البخاري أن سعيد بن المسيّب حدّث انّ جدّه حزناً قد قدم على النبي (ص) فقال: ما أسمك؟ قال: اسمي حزن ابن أبي وهب، قال: بل أنت سهل. قال: لستُ أغيّر اسماً سمّانيه أبي. وفي رواية أخرى من الحديث المذكور: لا أغيّر اسماً سمّانيه أبي. قال المسيّب: فما زالت فينا الحزونة بعد[297].