responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابك فإنك على حق المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 34

كحالة طبيعية في حياة من يمر بمصيبة،كفقد عزيز له، بل ربما عاب هؤلاء الناس العقلاء على من يمر بمصيبة ولا يحزن ولا يبكي، فيصفونه بقسوة القلب والغلظة في الطبع.

وهذا الإجماع من العقلاء على تجويز الحزن والبكاء وارتضائهما عند المصائب دليل على جوازه الشرعي لاستحالة اجتماع العقلاء الذين من ضمنهم الأنبياء والأوصياء على الخطأ، سيما إذا امتدت هذه السيرة العقلائية لأجيال وأجيال، وهذا الكشف للحكم الشرعي من السيرة العقلائية مبني على قاعدة الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع وانه كلما حكم به العقل حكم به الشرع، فإذا حكم العقل باستحسان شيء مثلاً، لا بد من حكم الشرع به أيضاً، لعدم الانفكاك بين الحكمين، وبحسب الحقيقة حكم العقل الذي كان مورد وفاق العقلاء بما هم عقلاء نفس حكم الشرع بلا فصل ولا غيرية لعدم الفصل بين الشارع والعقلاء لأنه سيدهم،فإذا كان الحكم ثابتا عندهم قطعا فلابد أن يكون الحكم كذلك عند الشارع، لان الشارع أحد العقلاء وسيدهم فإذا كان العقلاء بما هم عقلاء مجتمعين ومتفقين على حسن شيء وقبحه فلابد أن يكون الشارع داخلا ضمن ذلك([37]).

ولو فرضنا أن الله سبحانه لم يرتض هذه السيرة العقلائية، وكان


[37] مئة قاعدة فقهية - السيد المصطفوي: ص 268، بتصرف بسيط.

اسم الکتاب : ابك فإنك على حق المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست