responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابك فإنك على حق المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 15

أولئك الذين ظنوا أن قتل غريزة الحزن وإخماد آثارها كالبكاء يسبب للإنسان الكمال، غافلين عن أن الله سبحانه وتعالى ما خلق لنا هذه الغريزة ولا أعطانا هذه النعمة، لنميتها ونخمد صوتها داخل النفس الإنسانية بل ندبنا لبثها والتعبير عنها، وكذلك أخطأ أولئك المفرطون في الحزن، الذين صار حزنهم ودموعهم باباً إلى الجزع والاعتراض على مقادير الله سبحانه وتعالى وقضائه.

وأبلغ كلمة قيلت لتبيان الحد الوسط بين الإفراط والتفريط في مسألة الحزن، هي ما جاءت على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يوم مات ولده إبراهيم حيث قال: «تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب»([11]).

إذن فتحصل مما سبق أن الحزن وآثاره من رقة القلب وبكاء العين، هو نعمة خلقها الله سبحانه وتعالى وأودعها في صميم تركيبة الإنسان، وأمره بتهذيبها والخروج بها من حالتي الإفراط والتفريط، ليصل من خلال هذه النعمة إلى كماله ورقيه.


[11] صحيح مسلم: ج 7، ص 76، الناشر دار الفكر - بيروت.

اسم الکتاب : ابك فإنك على حق المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست