اسم الکتاب : ابك فإنك على حق المؤلف : البلداوي، وسام الجزء : 1 صفحة : 14
النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني...»([6])، فنزلت على أثر هذه
الحادثة وغيرها من الحوادث قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))([7]) وفيها أمر واضح بأن يكون
منهج الإنسان عدم المبالغة في التضييق بحيث يصل إلى مرتبة تحريم المباحات، وعدم الإسراف
بحيث يتعدى
إلى المحظورات
والمحرمات، ومثله قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا
وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا))([8]) وبالجملة فإن الإسلام
معروف بأنه دين الوسطية وهذه الأمة المرحومة هي أمة الوسط بين رذيلتي الإفراط
والتفريط قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...))([9]).
والحزن وآثاره من البكاء شأنه شأن
تلك الغرائز والطباع التي أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان بتهذيبها، فالحزن نعمة
من نعم الله سبحانه وتعالى، وله التأثير الكبير والفاعل في رقي الإنسان وتكامله([10])، وقد أخطأ