مشروعه التفسيري بصيغة الروائية التي عالج فيها إخفاقات المفسرين، فقد تركزت جهوده عليه السلام على مسألة التوحيد التي كانت هاجس المجتمع الاسلامي إبان دخول الثقافات الأخرى، وسعى إلى إيقاف تمادي الغلاة في تصوراتهم وإرباكهم للحالة العقائدية السائدة، كما انه وقف موقفاً حازماً من دعاوى الخلافة وتبني مواقف السقيفة من قبل العباسيين الذين أشاعوا آراء أهل السقيفة وثبتوها في مشاريعهم فكان الإمام الجواد عليه السلام يوقف هذا المد الوضعي الذي تختلقه السلطة، فضلاً عما كانت مجاميع أصحابه الذين تنبوا أطروحته التفسيرية الحديثية، وكان عدد كبير منهم ممن حمل العلم عن الإمام الجواد عليه السلام وكان لمنهج الإمام الجواد عليه السلام في التفسير أثره في إثارة الذهنية التفسيرية لدى العلماء المفسرين وكان هذا المنهج ينقسم إلى محورين: أحدهما تفسير القرآن بالقرآن والآخر تفسير القرآن بالسنة الشريفة، ومن هنا انطلق مشروع الإمام الجواد التفسيري، وكان للجهد الذي بذله الكاتب الأستاذ كريم مجيد ياسين الكعبي في بحثه الموسوم بـ(الإمام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية) وكان جهداً موفقاً أثبت فيه ما قدّمه الإمام الجواد عليه السلام للفكر الإسلامي بل للإنسانية جمعاء.