مقدمة اللجنة العلمية

باتت الرؤى التفسيرية في العصر العباسي تنصاعُ إلى المعطيات السياسية التي يتبناها البلاط "بكادره" العلمي الذي يضم مجموعة من مفسري البلاط وعلمائه، وكانوا ينساقون خلف رغبات السياسة العباسية التي ما فتأت تشير إلى تبعات تفكير الحاكم في نظرته للأحداث وموقع العباسيين من المفهوم الإسلامي العام، لذا أخذ التفسير منحاه "المتزلف" الذي من خلاله استطاع المفسر أن ينفذ رغبات الحاكم في توهاته، فهذا من جانب، ومن جانبٍ آخر تصاعدت وتائر التفسير الدخيل القادم من خلف حدود الثقافة الإسلامية التي أسهمت في اضطراب الرؤية التفسيرية العامة.

من هنا تصدى أئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال مشروعهم التفسيري الذي أوقفوا فيه هدر المعارف التفسيرية المستخلصة من الآيات الكريمة وفقاً للأحاديث الشريفة الواردة في هذا الشأن، وكان الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام مدركاً لخطورة التفسير الذوقي الذي ارتكبه هؤلاء، حيث قدّم