الإمام محمد الجواد عليه السلام: «وهذا أيضاً محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر؟».

فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أن السكينة تنطق على لسان عمر!! فقال الإمام محمد الجواد عليه السلام: «...، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر: إنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا ملت فسددوني!!».

فقال يحيى: قد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو لم أُبعث لبُعث عمر!! فقال الإمام محمد الجواد عليه السلام: «كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}([162])، فقد أخذ الله ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟ وكان الأنبياء عليهم السلام، لم يُشركوا طرفة عين، فكيف يُبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبئت وآدم بين الروح والجسد».

فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما احتبس الوحي عني قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب!! فقال الإمام محمد الجواد عليه السلام: «وهذا محال أيضاً، لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نبوته، فقال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلاَئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}([163])، فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟».

قال يحيى بن أكثم: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو نزل

[162] سورة الأحزاب، الآية: 7.

[163] سورة الحج، الآية: 75.