responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 60

فلذلك وقف الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بالمرصاد للمغالين فيهم، فردّوهم وأفحموهم، وأمروا أتباعهم بالابتعاد عنهم، وقد سار الإمام الجواد عليه السلام على نهج آبائه في هذه المسألة، وكان حذراً من نشأة بذور الغلو، ومن الأدلة على هذا الأمر ما ذكره المؤرخون عن الحسين بن محمد الأشعري حيث قال: حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال: كنت مجاوراً بالمدينة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان أبو جعفر الجواد عليه السلام يجيء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل إلى الصخرة ويمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسلم عليه، ويرجع إلى بيت فاطمة ويخلع نعله فيقوم فيصلي، فوسوس إليّ الشيطان، فقال: «إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه، فجلست في ذلك اليوم انتظره لأفعل هذا...»([160]) والرواية طويلة أُخذ منها موضع الحاجة، فإن الإمام الجواد عليه السلام برهن لنا عملياً مع هذا الرجل الذي يريد أن يأخذ التراب من تحت قدميه أن يحارب الغلو كما فعل آباؤه من قبل.

وأما الغلو في الصحابة، فقد فنّد الإمام الجواد عليه السلام التوجهات المغالية في شأن الصحابة في حوارٍ للإمام عليه السلام مع يحيى بن أكثم أمام جماعة كبيرة من الناس منهم المأمون العباسي، وهذا نص الحديث: (روي أن المأمون بعدما زوج ابنته أم الفضل أبا جعفر عليه السلام كان في مجلس وعنده أبو جعفرعليه السلام ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال يحيى بن أكثم للإمام الجواد عليه السلام: ما تقول يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخبر الذي روي أنّه نزل جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


[160] المجلسي، البحار، 50، 59 - 61.

اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست