وهذا بعض ما أُثر عنه عليه السلام في
بيان علل بعض الأحكام التي شرعها الإسلام من أجل إثارة الوعي وتمكين السائل من
استيعاب فلسفة الحكم الشرعي، ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام.
المطلب الثالث: موقف الإمام عليه السلام من الغلاة والكذابين
أ: موقفه
من الغلاة
الغلو في اللغة: هو مجاوزة الحدّ، أو
مجاوزة القدر المحدد، مثلاً غلا: الغلاة: نقيض الرخص، غلا السعر وغالى بالشيء: اشتراه
بثمن غالٍ، ويقال أغْلى كقول شبيب بن البرصاء: كأنها دُرّة أغلى التّجارة بها([157]).
وجاء في التنزيل قوله تعالى: {يَا
أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَ الحَقَّ...}([158]).
من الانحرافات الخطيرة التي انتشرت
عند بعضهم مسألة الغلو في أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة - كأبي بكر وعمر -
حيث شغلت المسلمين، وأحدثت الفرقة بينهم، لأنّ بعضهم ربط تاريخ الغلاة بتاريخ
الشيعة وعقائدهم، لكي لا يحصل الصفاء بين المسلمين، وأنّ هذه المشكلة هي أعظم
مشكلة أوقعها خصوم الإسلام بين أهله([159]).