- روى الإمام
الحسن العسكري عليه السلام قال: «دخل رجل على محمد بن علي الجواد عليه
السلام وهو مسرور، فقال: ما لي أراك مسروراً؟ قال: يابن رسول الله سمعت أباك يقول:
أحق يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات ومبرّات وسد خلات من إخوان له
مؤمنين، وإنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني [المؤمنين] الفقراء لهم عيالات، قصدوني
من بلد كذا وكذا، فأعطيت كل واحد منهم، فلهذا سروري. فقال محمد بن علي عليه السلام:
لعمري! إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد، فقال الرجل: وكيف
أحبطه وأنا من شيعتكم الخلص؟ قال: هاه قد أبطلت برّك بإخوانك وصدقاتك، قال: كيف
ذاك يابن رسول الله؟ قال له محمد بن علي عليه السلام اقرأ قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا
صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى...} قال
الرجل: يابن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم؟ قال له
محمد بن علي عليه السلام: إن الله عز وجل إنما قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ
بِالمَنِّ وَالأَذَى...} ولم يقل لا تبطلوا بالمن
على من تتصدقون عليه [وبالأذى لمن تتصدقون عليه] وهو كل أذى، أفترى أذاك للقوم
الذين تصدقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقربين