واستمر هذا العصر بما
يحمل من مآسٍ
وويلات على المسلمين وبما امتاز به بنو العباس من الترف والبذخ والطرب والمجون، في
حين ظل المسلمون يعانون شضف العيش والفاقة والعوز.
الذي يهمنا من
هذه المقدمة أن نبحث عن حياة الحكام الذين عاصرهم الإمام الجواد عليه السلام، وما
عاناه وعانته الأمة الإسلامية من أولئك الحكام الذين جهدوا في ظلم الناس، وإرغامهم
على ما يكرهون، ومن بين أولئك المأمون.
فالمأمون رأى أن
قوة هارون وسطوته التي وصلت إلى حد أسر الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم (عليهما
السلام) وسجنه لمدة طويلة، ومن ثم قتله بالسم لم تجدِ نفعاً، ولم تمنع التحركات
السياسية والعسكرية والإعلامية والفكرية لتيار التشييع([6])؛
لذلك فكر بطريقة أخرى للتخلص من المد الشيعي الموالي لأهل البيت عليهم السلام، فقام
بدعوة الإمام الرضا عليه السلام إلى خراسان، وعرض عليه عرضاً ملزماً بتسلم ولاية
العهد، التي تكلم عنها أهل التاريخ بإسهاب وتفصيل وعن حياته عليه السلام ولا
مجال للخوض فيها.
[4] ابن قتيبه، الشعر والشعراء، 484
والبيهقي، المحاسن والمساوي، 246.
[5] السيد علي النجفي، شرح ميمية
أبي فراس، 119 والميرزا النوري، مستدرك الوسائل، 1، 15.
[6] ظ: مؤسسة المعارف الإسلامية،
الحياة السياسية لائمة أهل البيت، 211.
اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين الجزء : 1 صفحة : 16