responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 104

أولاً: تفسير القرآن بالقرآن

القرآن هو المعجزة الخالدة للدين الخالد، والنظام السامي الرفيع للشريعة السامية الرفيعة، وأنّه نظام متكامل ومترابط بعضه ببعضٍ، فهو بمجموعه كتاب واحد، ومن مصدر واحد، ولقد جاء في القرآن، ما يشير إلى هذه الحقيقة، كما في قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}([407]).

فلابد من اعتماد كل آياته مهما تباعدت وتفرقت، وتحدث القرآن عن هذا الأمر حيث يقول: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ...}([408])، ففي الآية دلالة واضحة بعدم السماح بتبعيض القرآن الكريم، وفهم معانيه على أساس النظرة التجزيئية لآياته وسوره، كما جاء في السنة الشريفة الصحيحة لتؤكد أن (القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً)([409]) ولذا فإنّ أصح طرق التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن.

ومما تقدم فقد اعتمد تفسير القرآن بالقرآن جملة من الصحابة أمثال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وغيرهم، ودأب عليه كثير من العلماء القدامى من السلف، وأما من المتأخرين فقد برز العلامة الطباطبائي في استعمال هذا المنهج، فكان تفسيره (الميزان) إنموذجاً رائعاً لتفسير القرآن الكريم، وقد حاول أن يستدل على أصالة هذا المنهج ومشروعيته فقال: (حاشا أن يكون القرآن تبياناً لكل شيء ولا يكون تبياناً لنفسه، قال


[407] النساء، 82.

[408] البقرة، 85.

[409] المجلسي، البحار، 54، 218.

اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست