responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 74

وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وعلى أنّه لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم غائلة سراً وعلانية فلا يخاف منهم في أفق من الآفاق ([208]).

ولكن معاوية بن أبي سفيان لما تم له الأمر واستحكم من رقاب الناس لم يلتزم بهذه الشروط التي تعهد بها على نفسه وخرقها جميعاً جملة واحدة فلقد صعد المنبر الكوفة بعد توقيع الصلح فقال مخاطباً بجموع المسلمين " يا أهل الكوفة أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون... وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين" ([209]).

وفي نصٍ آخر (إلا وإنّي كنت منيت الحسن أشياء، وجميعها تحت قدمي، لا أفي بشي منها) ([210]).

ثم أخذ تباعاً ينقض هذه الشروط واحداً تلو الآخر فلقد تمادى في غيه وشرع في جعل سب الإمام علي عليه السلام والتبرء منه ولعنه سنة يلهج بها الخطباء على المنبر في جميع الأمصار الإسلامية وفي الصلاة وغيرها قال أبو الحسن المدائني: " كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة



[208] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج4، ص291؛ بحر العلوم، محمد، قراءة جديدة، ص60 ـ 61؛ آل ياسين، الأئمة، ص94.

[209] البلاذري، أحمد بن يحيى جابر (ت 279هـ)، أنساب الأشراف، حققه وعلق عليه: محمد باقر المحمودي، (دار التعارف: بيروت، 1977 م)، ج3، ص46؛ العلوي، محمد بن عقيل بن عبد الله بن عمر بن يحيى (ت1350هـ)، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية، (دار الثقافة: قم، 1991م) ص149.

[210] الشيخ المفيد، الإرشاد، ص134.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست