responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 69

على عقد هذه الاتفاقية مع معاوية لإنهاء القتال نوجزها بما يأتي:

أولاً: ضعف معنويات أصحاب الإمام الحسن عليه السلام وتقاعسهم عن القتال فإنّ الإمام الحسن عليه السلام لما وصلت له أخبار قدوم معاوية بجيش جرار بلغ كما تقول المصادر التاريخية أكثر من ستين ألفاً متوجهاً نحو العراق أمر بالصلاة جماعة في مسجد الكوفة ثم صعد خطيباً حاثاً أهل العراق على التجهز والاستعداد للقتال فقال في خطبته " أما بعد: فإنّ الله كتب الجهاد على خلقه، وسماه كرهاً.ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}([193])، فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون، إلا بالصبر على ما تكرهون، إنه بلغني إن معاوية بلغه أنّا كنا أزمعنا على المسير إليه، فتحرك لذلك، فاخرجوا - رحمكم الله - إلى معسكركم بالنخيلة [حتى ننظر وتنظروا ونرى وتروا]... - فلما أتم خطبته -. قال: فسكتوا فما تكلم منهم أحد، ولا أجاب بحرف"([194]).

فهذا دليل على أنهم ليس لديهم الاستعداد الكامل على الخروج لقتال معاوية. وكان لتقاعس الناس أسباب وأسباب، ولعل في طليعتها، أن الناس قد أنهكتهم الحروب عاماً بعد عام وأخذت منهم أخذاً عظيماً، فقد خاضوا ثلاث حروب طاحنة في قرابة سنين أو تزيد قليلاً، بدءاً بحرب الجمل، مروراً بحرب صفين، وانتهاءً بحرب النهروان، ولذلك كان الجيش متعباً ومفككاً ومكدوداً إلى أبعد الحدود ([195]).



[193] سورة الأنفال، آية: 46.

[194] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص69ـ 70؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص38؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص50.

[195] آل ياسين، محمد حسين، الأئمة الاثنا عشر عليه السلام الإمام الحسن بن علي عليه السلام، ط3، (دار النرجس: بغداد، 2009م)، 74.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست