أبي عبد الله أخي أبي السرايا "وبعث برأسه إلى إبراهيم بن المهدي"([1039]).

لقد صور هذا التحرك من قبل بعض الباحثين([1040]) على أنه ثورة علوية تزعمها علي بن محمد بالتحالف مع أبي عبد الله أخي أبي السرايا انطلق في عهد المأمون في مدينة الكوفة سنة 202هـ /817م وكأنه إعادة للتحالف الذي نشأ سابقاً فيها سنة 199هـ / 813م بين إبراهيم بن محمد بن طباطبا وأبي السرايا وأنه كان قائماً ضد المأمون العباسي وهذا تصوير خاطئ، فإنّ مما لا شك فيه أن هذا التحرك في مدينة الكوفة تحرك علوي ولكنه بزعامة العباس بن موسى أخي الإمام الرضا عليه السلام الذي نصب من قبل العباسيين والياً عليها كما أنه حراكٌ عسكريٌ كان لصالح المأمون العباسي وليس ضدهُ بعد أن انخدع بعض العلويين بالحيلة التي لجأ إليها المأمون بتنصيب الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام ولياً للعهد ظناً منهم أن هذا الأمر سوف يتم وأن الخلافة منتقلة من بعد المأمون من البيت العباسي إلى البيت العلوي في حين أن الإمام الرضا عليه السلام لم تنطلِ عليه هذه الحيلة وكان عالماً بما ستؤول إليه هذه الأحداث.

فقد روي أن الإمام الرضا عليه السلام لما بويع بولاية العهد في حضرة المأمون "وخفقت الألوية على رأسه، فذكر... بعض من حضر ممن كان يختص بالرضا عليه السلام، أنه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم، فنظر إلي وأنا مستبشر بما جرى، فأومأ إلي أن ادن مني فدنوت منه، فقال لي من حيث لا يسمعه غيري:

[1039] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ص558؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج10، ص107؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج14، ص8.

[1040] للمزيد ينظر: الليثي، سميرة مختار، جهاد الشيعة، ص364 - 370؛ عكله، منال حسن، الثورات العلوية والشيعية في العراق، ص 159ـ 164؛ الموسوي، عبد الرسول، الشيعة في التاريخ 10 - 1421هـ ـ 2000م، ط2، (د.ط: 2004م)، ص85.