responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 273

وإن كانا نقبل بالحديث الأول وهو ترحم الإمام عليهما باعتبار أنهما قد ثارا ضد طغاة بني العباس وقد حاولا تصحيح المسار المنحرف بأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر فلا يمكن القبول بالحديث الثاني والثالث فإنّ الحديث الثاني يتناقض تماماً مع ما أُثر على الإمام الصادق عليه السلام فيما رواه الكشي([788])" عن أسلم مولى محمد ابن الحنفية، قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا مسنداً ظهري إلى زمزم، فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن وهو يطوف بالبيت، فقال أبو جعفر: يا أسلم أتعرف هذا الشاب؟ قلت: نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن. قال: أما إنّه سيظهر ويقتل في حال مضيعة ".

فكيف يتأسف الإمام عليه السلام على عدم نصرتهما والخروج معهما إذ كان خروج محمد خروجاً غير شرعي لا يجني منه إلا سفك دمه ودماء أتباعه وأما الحديث الثالث فانّه قد تضمن شيئاً غريباً وهو طلب الإمام عليه السلام من محمد أن يأذن له ويعذره في عدم الخروج معه وهذا أمر لا يقبله منصفٌ لأنّ جعفر بن محمد عليهما السلام هو الإمام صدقاً والقائد حقاً وحجة الله على العباد في عصره فكيف يستأذن من رجلِ ينبغي أن يكون واحداً من أتباعه ومن المقربين بإمامته والمهتدين بهدية فكان ينبغي على محمد أن يستأذن من الإمام في خروجه لا أن يستأذن الإمام منه بعدم الخروج معه نظير ما فعله زيد بن علي مع الإمام الصادق عليه السلام ونضيف إلى ذلك لِمَ يأمر الإمام عليه السلام ولديه في نصره محمد النفس الزكية دون غيرهما من آل بيته وأتباعه؟



[788] الطوسي، ج3، ص 275.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست