اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد الجزء : 1 صفحة : 265
موقف الإمام الصادق عليه السلام من ثورتي محمد ذي النفس
الزكية وإبراهيم
لقد اشتهر على ألسنة المؤرخين أن الإمام
جعفر بن محمد عليهما السلام لم يكن له موقفٌ إيجابيٌ إزاء ثورتي محمد وأخيه
إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بل كان موقفهُ سلبياً منهما ولم ينقل عنه أنّه قد
أيد تحركهما ضد بني العباس وقد صرح الإمام الصادق عليه السلام بموقفه السلبي هذا
منذ بدء التحضير للإطاحة بملك بني أمية وانتخاب محمد ذي النفس الزكية قائداً لهذا
التحرك في مؤتمر الأبواء وبناءً على ذلك فإنّ الإمام عليه السلام قد خرج من
المدينة حينما أعلن محمد النفس الزكية انطلاق ثورته فيها سنة 145هـ /762م ولم يرجع
إليها حتى انتهت تلك الثورة بمقتل محمد.
فقد روي لما خرج محمد بن الحسن
بالمدينة غادرها الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فأقام معتزلاً القوم
حتى قتل محمد وعاد إلى المدينة ([769]).
وإنّ موقف الإمام عليه السلام هذا
شبيه بموقف جده علي بن الحسين عليهما السلام حينما خرج من المدينة عند ثورة أهلها
سنة 63هـ / 682م ضد يزيد بن معاوية في حكم بني أمية.
ويرجع السبب في موقف الإمام عليه
السلام هذا إلى إنكاره تلقب محمد بن عبد الله بلقب المهدي ودعوته إلى نفسه وطموحه
بالخلافة والتسليم عليه من قبل أنصاره بإمرة المؤمنين قال ابن الطقطقي ([770])
مشيراً إلى خروج محمد " وكان في