وأخبار فسق الوليد وإلحاده وسوء سيرته واستخفافه بأمور المسلمين قد أطبق المؤرخون ونقلت الأخبار على ذكرها في كتبهم.

إنّ طاغية فاسقاً فاجراً مثل هذا حقيقٌ أن يثار عليه ممن يحصرون آلاماً وحمية على الدين ويغضبون لله عندما يرون مقدسات الإسلام يعبث بها ليس له صريحةً في الدين وهذا هو الأمر الذي قام به يحيى بن زيد عليه السلام حينما قرر الثورة في عهد الوليد سنة (125هـ / 742م).

استطاع يوسف بن عمر أنْ يعرف مكان يحيى بن زيد والمنزل الذي نزل فيه وكتب إلى نصر بن سيار ([554]) حاكم خراسان يخبره أنّه عند الحريش وقال له:" ابعث إليه وخذوه أشد الأخذ " ([555]).

فأخذه (نصر) ومعه يزيد بن عمر والفضل مولى عبد القيس كان أقبل معه من الكوفة فأتى به نصر بن سيار فحبسه وكتب نصر إلى يوسف بن عمر يخبره

[553] المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص53ـ 54؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج7، ص37؛ الدميري، حياة الحيوان الكبرى، ج1، ص72؛ ابن العماد الحنبلي، أبو الفلاح عبد الحي عبد الحي العكري الدمشقي (ت 1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، (دار إحياء التراث: بيروت، د.ت)، ج1، ص168.

[554] نصر بن سيار: بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني، أصبح والي خراسان في خلافة هشام بن عبد الملك سنة (120هـ) بقي في مرو إلى أن تغلب أبو مسلم الخراساني على خراسان عندما قويت الدعوة الهاشمية في أيامه فهرب إلى ساوة ومات بها سنة 131هـ. ينظر: ابن حبيب، المحبر، ص255.

[555] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص147.