responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 130

والمجوس الذين باؤوا بغضب من الله تعالى نتيجة لشركهم في عبادة الله فقد روي أنّ الإمام الحسين عليه السلام لما نظر إلى كثرة من قتل من أصحابه قبض على شيبتهِ المقدسة وقال: " اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا: عزيز ابن الله، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا: المسيح ابن الله، واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله، واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم، واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم " ([361]).

لقد أنزل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ضربة قاصمة في جسد الحكم الأموي وكشفت القناع عن الوجه القبيح الذي كان عليه الأمويون من كيدهم للإسلام وحرصهم الشديد على تقويض أركانه وإعادة المجتمع المسلم للعهود الجاهلية والعصبية القبلية إذ أحدث استشهاده عليه السلام تبدلاً في الرأي العام الإسلامي حيث تعالت صرخات الشجب والاستنكار لمصرعه الشريف في مختلف أمصار الدولة الإسلامية حتى في داخل القصر الأموي في الشام وانتشرت ثقافة لعن يزيد ولعن أبيه وبني أمية قاطبة والتبرء من أفعالهم في أوساط المسلمين بشكل عام.

قال مجاهد وهو ممن عاصر تلك الفترة والله أخذ الناس جميعاً يلعنون يزيد ويسبونه وويعيبون عليه ويعرضون عنه ([362]).

وحتى كاد استشهاده عليه السلام أن يحدث انقلاباً شعبياً على سلطان بني أمية خصوصاً بعد الدور الإعلامي الذي قام به الإمام علي بن الحسين عليهما



[361] الشيخ الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ت381هـ)، الأمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، (د.ط: 1996م)، ص223.

[362] سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص الأمة، ص164ـ ص262.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست