responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 129

لأنّ الإمام كان يستشعر الخطر الكبير الذي يمثله بنو أمية على الإسلام، فإنّ الممارسات اللاشرعية التي كانوا يمارسونها إنّما كانت باسم الدين باعتبار أنهم يمثلون الواقع الشرعي للخلافة، ولو غض النظر عن هذه البدع التي ابتدعها معاوية وأورثها لابنه يزيد لأخذ الانحراف يزداد تأصلاً بعيداً عن الدين القيّم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولما بقي من الإسلام إلا الرسم وقد أعلن الإمام الحسين عليه السلام مراراً وتكراراً حين بدأ مسيرة الثورة وحتى نهايتها على حقيقة ثابتة ألا وهي زيف الإسلام الأموي.

فحينما كان الإمام الحسين عليه السلام في مكة بعث بكتابين الأول إلى زعماء البصرة والثاني إلى زعماء الكوفة يؤكد فيهما تعطيل سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الأمويين وابتداعهم أموراً ليست من الدين في شيء؛ وأنّ الخليفة والإمام لابد أن يكون عاملاً بكتاب الله ومقنفياً سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا خلاف ما كان عليه معاوية وولده يزيد إذ جاء في كتابه إلى زعماء البصرة: " وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإنّ السنة قد أميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد " ([359]).

وجاء في كتابه إلى زعماء الكوفة " فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله والسلام " ([360]).

هذا وقد صرح الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء بأنّ من اجتمعت كلمتهم على قتلهِ ليسوا على الإسلام من شيء فشأنهم شأن اليهود والنصارى



[359] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص 353.

[360] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص357.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست