responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 70

وهذا مما يعكسه قوله للإمام الصادق عليه السلام: «إني أقعد في المسجد فيجيؤني الناس يسألوني، فإن لم أُجبهم لم يقبلوا منّي... فقال له: «انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك»([106]).

ومن هنا فقد كان الكيان العلمي للمجتمع المدني ينظر نظرة خاصة ومتميزّة لأبان، سيّما عند قومه إليها، فقد نقل مترجموه أنّه كان إذا قدم المدينة تقوّضت (أي تفرّقت) إليه الحَلَق وأُخليت له سارية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي اسطوانته التي كان يعتمد عليها صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي الحقيقة فإنّ مثل هذه الموقعية العلمية المتميّزة نالها أبان كنتيجة طبيعية لتعاطيه وتفاعله مع الجو العلمي العام الذي كان سائداً آنذاك؛ حيث أمره الإمام الصادق عليه السلام بالتجاذب والتعاطي معه من خلال المشاركة في أنديته ومجالسه العلمية التي كانت تعقد، وعدم الانطواء والعزلة عن الناس؛ لأنّ مثل ذلك كفيل بتطويق الحركة العلمية وتحديدها، سيّما وأنّ مذهباً كمذهب الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام جدير بالنشر والأخذ به والاطلاع عليه لما يمثّله من الأصالة والعمق؛ باعتبار أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام هم العلماء الصادقون فيما ينقلونه من سنّة جدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن هنا نجد أنّ أبان بن تغلب قد امتثل هذه التوصية وطبقها في مجمل نشاطه العلمي المنفتح على الآخرين فيما يرويه عنهم ويروونه عنه، فقد روى عن كثير من التابعين وبعض الصحابة وغيرهم كمالك بن أنس وإبراهيم النخعي


[106] اختيار معرفة الرجال 2: 622 نقلاً عن مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 30، ص272.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست