responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 69

مثلك من رواتي ورجالي»([105]).

وتستوقفنا هذه الأوامر والتوصيات الصادرة عنهم عليهم السلام للإشارة إلى أمور عدّة:

1 - الاعتراف الواضح والصريح بجدارة أبان العلمية وأهليته للتصدي العلمي سيما على مستوى الإفتاء الخطير.

2 - التأكيد على هذا التصدي في مثل المدينة المنوّرة؛ الأمر الذي يستبطن دلالة قوية على أهمية المدينة وثقلها العلمي، حيث كان فيها بقايا الصحابة وجملة التابعين والفقهاء وأئمة المذاهب وأرباب الحديث، ومنها انتشر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت موضع اهتمام أهل البيت عليهم السلام قبل أي مركز آخر حتى الكوفة، ولعلّ في أمرهم عليهم السلام لأبان بالتصدي في المدينة وعدم طلبهم منه ذلك في الكوفة ما يشير إلى شخصيته العلمية والفقهية، ومن ذلك يظهر خطورة التصدي في مثل هذا المركز الحسّاس.

3 - إنّ الأمر بالتصدي للإفتاء في المسجد النبوي مما لم يرد نقله بشأن أي واحد من أصحاب الأئمة عليهم السلام وتلامذتهم مع كثرتهم وتقدمهم في كثير من العلوم؛ مما يدلّ على المكانة الخاصة لأبان عندهم عليهم السلام.

ولم تقتصر براعة أبان في الفقه على مذهب أهل البيت عليهم السلام فحسب بل تخطّته إلى سائر المذاهب الأخرى، فقد كان فقيهاً مطلعاً على المذاهب والآراء وكان يُرجع إليه في ذلك مما يدلّ على موقعه العلمي الرفيع والمعترف به لدى المسلمين كافّة.


[105] خلاصة الأقوال: 21 نقلاً عن مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 30، ص 271.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست