وعدّه عليه السلام في حديث آخر من حفاظ الدين، وأهل الاستنباط والأمانة على الحلال والحرام - كما تقدم بعضها - وفي خبر آخر أشاد بدوره في إبطال البدع، والرد على الشبهات والدفاع عن الحقّ.

ومما يجدر الإشارة إليه هو روايته لجملة من الأحاديث التي تتضمن قواعد علميّة هامة، كقاعدة «لا ضرر»، والاستصحاب وغيرها.

وأما منهجه في الفقه فهو منهج الفقهاء الرواة في اعتماد الخبر لبيان الرأي الفقهي، وربما كان يفتي بمضامين الخبر أيضاً، كما أنّه قد نجد فتاوى تستند إلى استنباطه واجتهاده الخاص، كما يشهد له ما رواه ابن مسكان قال: «تدارأنا - أي تناظرنا - عند زرارة في شيء من أمور الحلال والحرام، فقال قولاً برأيه، فقلت: أبرأيك هذا أم برواية؟ فقال: إنّي أعرف، أوّليس رُب رأي خير من أثر؟!»([95]).

وكان إلى جانب ذلك ملماً بأقوال العامة، مطلعاً على آرائهم، مناقشاً لها، راداً عليها بالحجة والدليل.

وليس بأيدينا معلومات كاملة عن حياته وآثاره الفقهية، ولكن حسب تتبع الروايات توجد رواياته وآراؤه المتناثرة في شتات أبواب الفقه، فله فتاوى في أبواب الحج والجعالة والمباراة والظهار والإرث وغيرها([96]).

وبصورة عامة آل أعين وكل أبنائهم كانوا ممن أسهم في نشر فكر أهل البيت

[95] مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 18، ص 198، نقلاً عن اختيار معرفة الرجال: 1/373.

[96] مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 18، ص 198، نقلاً عن الوسائل: 1/475.