responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 56

فكانت فضلاء الشيعة ورواتهم في تلك السنين آمنين على أنفسهم، مطمئنين، متجاهرين بولاء أهل البيت عليهم السلام، معروفين بذلك بين الناس، ولم يكن للأئمة عليهم السلام مزاحم لنشر الأحكام، فيحضر شيعتهم مجالسهم العامة والخاصة للاستفادة من علومهم عليهم السلام. في تلك المدة القليلة كتبوا عن أئمتهم أكثر ما ألفوه، وبسعيهم نشرت علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم»([88]).

وعوامل أخرى ساعدت الإمامين الصادقين على القيام بمهامهما الفكرية والعلمية، منها ابتعادهما عن الطموح إلى تولي السلطة لعلمهما بأنها لا تصل إليهما وأنهما لا يصلان إليها، لأسباب كانوا على اطلاع بها، ولمعرفتهما بواقع المستويات الاجتماعية والسياسية لابناء الأمة الإسلامية آنذاك، فلم يقتربا من سلطان، ولم يتصلا بسلطة، ولم يتدخلا بشأن سياسي يمتّ إلى النظام الأموي أو النظام العباسي بوجه من الوجوه.

مجالات نشاط الإمامين الصادقين عليهما السلام

المجال الأول: التعليم

فقد ذكر - تاريخياً - أن كلاً من الإمامين الصادقين عليهما السلام قام بدور التعليم، فكان لكل منهما رواقه في المسجد النبوي الشريف، وكان لكل منهما في بيته مجلس عامر بالرواة وطلبة العلم، المستفتين الوافدين من مختلف أنحاء المعمورة، وبخاصة في أيام الحج، حيث كانوا - الشيعة بالخصوص - يدونون كل ما لديهم من أسئلة، ويتقدمون بها إلى مقام الإمام عند تشرفهم بلقياه.


[88] الذريعة: 2/131 ـ 132.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست