المبحث الرابع: عصر الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام

ويبدأ هذا العصر من وفاة الإمام السجاد سنة (95هـ) حتى وفاة الإمام الصادق عليه السلام سنة(148هـ).

وكانت هذه الفترة هي فترة الانتقال بين الدولتين الأموية والعباسية، حيث كانت بدايات نهاية الدولة الأموية واستمرار اتجاهها نحو السقوط والانهيار وكانت بداية الدولة العباسية وعدم سيطرتها على كل الأمور وزمامها لأنها كانت تطارد فلول الدولة المبادة.

ويعتبر هذا العصر عصر الانفراج والفسحة للنشاط الفكري لمدرسة أهل البيت عليهم السلام وسماه الشيخ الطهراني (عصر انتشار علوم آل محمد)، لأنه - كما يعلل - «عصر ضعف الدولتين واشتغال أهل الدولة بأمور الملك عن أهل الدين»، ويؤرخه بالفترة الممتدة «من أواخر ملك بني أمية بعد هلاك الحجاج بن يوسف سنة (95هـ) إلى انقراضهم بموت مروان سنة 132هـ، ثم أوائل ملك بني العباس إلى أوائل أيام هارون الرشيد الذي ولي سنة 170هـ، وهو المطابق لأوائل عصر الإمام الباقر عليه السلام المتوفى سنة 114هـ، وتمام عصر الإمام جعفر الصادق عليه السلام المتوفى سنة 148هـ، وبعض عصر الإمام الكاظم عليه السلام المتوفى في حبس هارون الرشيد سنة 184هـ، إذ كان قد قبض عليه الرشيد من المدينة في سفر حجه.