المبحث الثالث: عصر الأئمة الحسن والحسين والسجاد عليهم السلام

ويبدأ هذا العصر من استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام حتى وفاة الإمام زين العابدين عليه السلام سنة95هـ.

وكانت هذه المرحلة من أشد المراحل عنفاً على مدرسة أهل البيت حيث عاصر فيها الأئمة الثلاثة الحكم الأموي حيث التضييق عليهم وعلى شيعتهم بالقتل والسجن والتعذيب، وذلك بغية القضاء على مدرسة أهل البيت وأتباعها نهائياً، وذلك لتبنّي مدرسة أهل البيت النص، ورفضها وبشدة لمدرسة اجتهاد الرأي ومنهج القياس ومخالفة سنة الرسول، ولمّا كان هذا المنهج قائم عليه حكم الأمويين، وكان يفيدهم في تبرير كثير من تصرفاتهم المخالفة للقرآن والسنة، ومن خلال دعم الفقهاء الذين تحت عروشهم والمتنعمين في عطائهم بوضع الآراء الشخصية والاجتهادات الخارجة عن النص لتؤيد تصرفاتهم وتدعم مواقفهم وتضفي عليها صبغة شرعية([68]) كان ذلك التصرف منهم. ومن الشواهد على ذلك: إعلان معاوية وجوب سب أمير المؤمنين عليه السلام رسميّاً وعلى المنابر في بلاد المسلمين حتى جاء في شروط صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية رفع

[68] معالم المدرستين، العسكري ج2، ص379، وكذلك ج3 ص376.