responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 32

أن هذا المبرر غير معقول وغير كافٍ وأنّ من راجع التأريخ وكتب السير يُدرك أن وراء ذلك أهداف سياسية وأغراض شخصية دعت إلى هذا الفعل فهذا أبو بكر أجمع على تدوين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجمع خمسمائة حديث وكتبها.

ولكنه - كما تروي عائشة ابنته - بات ليلته يتقلب، قالت: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: أي بنيه هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها فأحرقها([42]). ثم منعهم من التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء.

فعن مراسيل بن أبي مليكة أن أبا بكر جمع الناس وقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافاً، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئاً، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه([43]). ولم تطل أيام أبي بكر، ولذلك لم يصدر منه كلام كثير حول تدوين الحديث في عصره، ولكن هناك إشارات إلى أن الصحابة لم يبالوا بنهيه واستمروا على الكتابة.

وعندما استخلف عمر فكر في أول أمره أن يكتب السنن كما فعل أبو بكر من قبله لكنه لم يلبث أن عدل عن رأيه، فعن عروة بن الزبير أن عمر قال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وأني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وأني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً([44]).

وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: إنّ الأحاديث كثرت على عهد عمر


[42] تذكرة الحفاظ1: 5.

[43] معالم المدرستين. مرتضى العسكري ج1 ـ ص432.

[44] انظر: مقدمة الوسائل: جواد الشهرستاني، مؤسسة آل البيت، ص10.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست