الديات وأحكام فكاك الأسير([29]). وكما بينا ما يسمى بالصحيفة أو كتاب علي أو الجامعة هو شيء واحد وهذا كما استظهره السيد الأمين، حيث قال في كتابه أعيان الشيعة: «من مؤلفات أمير المؤمنين عليه السلام: الجامعة، وهي كتاب طوله سبعون ذراعاً من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ علي عليه السلام، مكتوب على الجلد المسمى بالرق، - وكان غالب الكتابة عليه في ذلك العصر لقلة الورق في عرض الجلد - جمعتُ الجلود بعضها إلى بعض حتى بلغ طولها سبعين ذراعاً بذراع اليد - الذي هو من المرفق إلى رؤوس الأصابع»([30]). وعدها من مؤلفات علي عليه السلام باعتبار أنه كتبها ورتبها من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإملائه.

وهي أول كتاب جمع فيه العلم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وتكرر ذكرها في أخبار الأئمة عليهم السلام كما ذكر فقط في بصائر الدرجات حولها أربعة وعشرون حديثاً([31]).

وذكرت في أخبار المواريث وكانت عند الإمام الباقر وابنه الصادق عليهما السلام رآها عندهم الثقات من أصحابهم، وتوارثوها الأئمة من بعدهما. وكما قلنا سميت بعدة أسماء منها كتاب علي والكتاب الذي أملاه رسول الله، وكتاب علي الذي هو سبعون ذراعاً، والصحيفة التي طولها سبعون ذراعاً، والصحيفة التي فيها ما يحتاج

[29] انظر: كتاب مصادر السنة الشريفة ـ لجنة العلوم النقلية ـ منظمة الحوزات والمدارس الدينية ـ طـ معراج، سنة 1425هـ. ص16.

[30] أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، تحقيق. حسن الأمين، بيروت، دار التعارف 1406 ج1، ص93.

[31] بصائر الدرجات، ص162 ـ 167. وانظر: تاريخ التشريع الإسلامي، للفضلي، ص34.