السلام عن شيء من الفرائض، فقال لي: ألا أخرج لك كتاب علي عليه السلام؟ فقلت: كتاب علي عليه السلام لم يدرس؟! فقال: يا أبا محمد، إن كتاب علي عليه السلام لا يندرس. فأخرجه، فإذا كتاب جليل، فإذا فيه: رجل مات وترك عمه وخاله؟... قال: للعم الثلثان، وللخال الثلث»([25]).

ورواية أخرى ينقلها السيد الأمين في (أعيان الشيعة) عن كتاب (بصائر الدرجات) تبين لنا محتوى كتاب علي عليه السلام: «عن إبراهيم بن هشام عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: في كتاب علي كل شيء يحتاج إليه حتى أرش الخدش»([26]).

والذي يبدو بعد التتبع للمصادر وتشابه الروايات والأوصاف أن كتاب علي هو الذي يسمى بالصحيفة والجامعة وهو كتاب واحد، وقد أورد محمد بن الحسن الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) أربعة وعشرين حديثاً حول الجامعة والصحيفة وكتاب علي عليه السلام ([27]) فقد روى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، قال: أخرج إلينا أبو جعفر عليه السلام صحيفة فيها الحلال والحرام والفرائض. قلت: ما هذه؟ قال: هذه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخط علي بيده إلى أن قال: هي الجامعة أو من الجامعة([28]).

وينقل أن في كتاب علي أو صحيفة علي عليه السلام العقل ومقدرات

[25] تاريخ التشريع الإسلامي: 31، نقلاً عن تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي.

[26] بصائر الدرجات الكبرى: أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، منشورات الأعلمي، طهران، باب12، ص162.

[27] نفس المصدر السابق.

[28] المصدر السابق.