ميدان أدوات وأصول الاستنباط، إذ تعبّر عن تنقيح الحديث وتنعكس على النتاج الفقهي بشكل مباشر، كما انعكست على كتب الحديث من حيث تصنيف أحاديثها على أساس القيمة الفقهية لكلّ حديث من حيث درجة اعتباره ومدى إمكان الاعتماد عليه في مجال الاستنباط([324]).

المجال الرابع: في علم الرجال

لمّا كان علم الرجال - إضافة إلى الدراية - من أهم الأدوات في عملية الاستنباط والممارسة الفقهية والاستدلالية، أهتم به الأصحاب والأعلام من الشيخ الطوسي وتأليفه لـ(رجال الطوسي) وغيره الذي كان الأساس في فنه إلى أن جاء دور العلامة في هذه المرحلة ينهض بهذا الأمر، وضمن عقلية منهجية منظمة، ومن أجل تحقيق هدف أسلافه من الأعلام وضع الهيكل العلمي المتكامل لتطوير الفكر الفقهي الإمامي وذلك بتأليف الكتب الرجالية، حيث لاحظ وجود حاجة ماسة لاستقراء رجال الحديث وفرز الثقات من غيرهم، تسهيلاً لعملية الاستنباط، كما لاحظ وجود أسماء مشتركة يبقى وجودها واشتراكها عقبة في طريق الاستنباط الدقيق، ومن هنا ظهرت آثاره الرجالية كـ(الخلاصة) و(كشف المقال) و(إيضاح الاشتباه) وغيرها.

المجال الخامس: الاهتمام بالعلوم الأخرى

فقد ظهر في هذه المرحلة من بعض الفقهاء الاهتمام ببعض العلوم التي لها مدخلية في بعض الأبواب الفقهية كعلم الرياضيات، وعلم الهيئة والفلك وعلم

[324] تاريخ التشريع الإسلامي، الفضلي، 353.