المقطع الثاني: إنجازات المحقق في إعداد المناهج العلمية لتطوير الفقه

وقد قام الشيخ المحقق الحلي بإنجازات رائعة في تطوير الفقه الإمامي وهي:

الأول: المعارج والنهج

تأليفه لكتابين في أصول الفقه، وهما (المعارج) و(النهج)، وذلك ليواصل تنمية الفكر الأصولي، وتجلية وتنقيح القواعد الأصولية، وبخاصة بعد أن نجح سلفه الشيخ ابن إدريس في تحريك الوضع الفقهي الراكد بعد الشيخ الطوسي بإعادته إلى موقعه أيام الشيخ الطوسي، فلابد والحالة هذه من التركيز على تطوير الفكر الأصولي لأنه الأساس لعملية الاستدلال والاستنباط. واستطاع أن يبلور بعض المفاهيم والمصطلحات الأصولية، وأن يوضح ويضيف في مجال القواعد الأصولية.

الثاني: الشرائع

تأليفه لكتاب (الشرائع) حيث حقق به مرحلة مهمة من مراحل التطوير في المتون الفقهية، وبخاصة عند مقارنته بكتاب (النهاية) للشيخ الطوسي حيث لم يلتزم في تأليفه ذكر متون الأحاديث وألفاظها، ولأنه أيضاً أكثر فيه من التفريع وذكر الأقوال والإشارة إلى نتائج الأدلة، مما جعله يستقطب اهتمام الدارسين والباحثين والمؤلفين، فيحل محل النهاية، ويزيد على كتاب النهاية بما وضع له من الشروح التي ناهزت أو جاوزت المائتين، ولا يزال حتى الآن مدار الدرس ومثار البحث، في الوقت الذي انتهى فيه دور النهاية بتداول الشرائع في الوسط العلمي.

وقد أحصى السيد محمد جواد الجلالي في بحثه شروح الشرائع([293]) في الفترة

[293] انظر مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 11 و12، ص330، بحث شروح الشرائع للجلالي.