وهو كتاب موسع يعتمد المقارنة وهو يشير في آن واحد إلى خصائص الفقه الشيعي مقارناً مع الفقه غير الشيعي الإمامي بشتى مذاهبه، كما يشير إلى مدى عظمة الفقه الشيعي الإمامي وقدرته على مسايرة الزمن بالرغم من تحفظه تجاه استخدام العقل في مجال الاستنباط([289])، كما قدمنا الإشارة إلى ذلك عندما تكلمنا عن آثار الشيخ الطوسي وتناولنا بعض آثاره وتكلمنا حولها ببعض الإسهاب.

المجال الخامس: الاهتمام بالدراسات القرآنية الفقهية

تمثّل الاهتمام بالدراسات القرآنية والإفادة منها في المجال الفقهي في مؤلفات الشيخ الطوسي، وذلك باعتبار أن موضوع الاجتهاد هو الأدلّة الشرعية التي تضمنت الأدلة التفصيلية للأحكام الشرعية الفقهية، ومن أهم هذه الأدلّة هو (الكتاب الكريم) إلى جانب الأدلّة الأُخرى. فقد اشتمل القرآن الكريم على آيات تضمنت القواعد العامة في التشريع، وبيان كليات الأحكام الشرعية فلابد للفقيه من اعتماده، في عملية الاستنباط الفقهي كمصدر أساسي. وكتاب الشيخ الطوسي التفسيري - التبيان - من أروع وأغنى الكتب التفسيرية، يعكس مدى الاهتمام البالغ من قبل الشيخ في الجانب القرآني، وهو بلا شك عمل كبير في انطباع الفقه الإمامي بالطابع القرآني. وتفسير (التبيان) وإن لم يكن يختص بآيات الأحكام الشرعية وإنما هو تفسير شامل لما بين الدفتين، إلا أن جهود الشيخ الريادية قد أثمرت في أن يحظى الفقه الإمامي بكتاب راشد في فقه القرآن خاصة، وهو ما كتبه قطب الدين الراوندي (ت 573 هـ) بعد قرن من محاولة الشيخ القرآنية.

[289] مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: الحكيم، عدد13، ص183.