المجال الثاني: التأسيس فيما لم يسبقوا إليه.

ومن أبرز تلاميذ الشيخ المفيد الذين كان لهم الدور البارز والذين هم من أهم فقهاء هذه المرحلة ومن أهم فقهاء هذا المسلك والاتجاه الذين أكملوا ما ابتدأه الشيخ المفيد أستاذهم، هم السيد المرتضى وسلاّر الديلمي الآتي ذكرهم.

الثاني: السيد المرتضى

وهو علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم المجاب بن الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام الملقب بعلم الهدى، المعروف بالسيد المرتضى أو الشريف المرتضى توفي سنة 436هـ.

وهو من أبرز علماء المرحلة وكذلك من الفقهاء والعلماء الذين انتهجوا الاتجاه الثالث الذي يجمع بين الاتجاه الروائي والاتجاه العقلي، وحيث كان لمدرسة المفيد رحمه الله التي أسسها في حاضرة العالم الإسلامي آنذاك، معطيات جمّة وثمرات يانعة حيث أنجبت أعلاماً وأفذاذاً للأمة يظن بهم الدهر إلا في فترات خاصة، منهم السيد المرتضى حفيد الإمام الكاظم بخمس وسائط كما مبين أعلاه حيث يعرفه تلميذه النجاشي في رجاله: «حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا، ثم ذكر أسماء كتبه... وقال: إنه مات رضي الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436هـ، وصلى عليه ابنه في داره، وتوليت غسله ومعي الشريف أبو علي محمد بن الحسن الجعفري وسلاّر بن عبد العزيز»([243]).

[243] رجال النجاشي برقم 706، وكذلك انظر: أعلام الفقهاء والمحدثين ص324، وانظر: أعلام مذهب أهل البيت عليهم السلام: تحت عنوان السيد المرتضى.