مسألة وعن العماني الستمائة مسألة. بل إنه قد يُفرد النقل عنه في بعض المسائل ولا يذكر غيره فيها، كما في أول مسائل بحث (الحَجر).

هذا مضافاً إلى أنّه قد يرجّح رأيه في جملة من المسائل قبال رأي الشيخ الطوسي، وربما المشهور أيضاً([239]).

وتجدر الإشارة إلى أنّ فقه ابن الجنيد قد تمّ جمعه وتبويبه من خلال إصدارين صدرا لحد الآن، الأول: مجموعة فتاوى ابن الجنيد. والثاني: الفتاوى لابن الجنيد الإسكافي، ولا شك أنّها خطوات تستحق الثناء والتقدير في طريق إحياء التراث الفقهي للطائفة، بَيْد أنهما اقتصرا في النقل عن (مختلف الشيعة) حسب، ولم تنقل عن كتب الشهيد والمحقق وابن إدريس والشيخ حسن صاحب المعالم وغيرهم ممّن وصله كتاب ابن الجنيد، عسى أن يوفق من ينهض لإتمام ذلك واستدراكه([240]).

وبصورة عامة كان لهذين العلمين الدور البارز والكبير في تطور الفقه الإمامي وقد أطلق على هذين العلمين (العماني، والإسكافي) اصطلاح القديمين وكان ابن فهد الحلي من أطلق هذا الاصطلاح على هذين العلمين. وقد ظهر نتيجة الاختلاف بين مسلك المحدثين الاتجاه الأول وبين مسلك القديمين اتجاه العقليين مسلك ضعيف لم يستمر طويلاً، وهو مسلك يعتمد الظاهر في الأحكام الفقهية، ومن أهم القائمين عليه:

(أبو الحسين الناشيء علي بن عبد الله بن وصيف) المتوفى سنة (366هـ) وقد انقرض هذا المسلك ولم يبقَ له أثر في الفقه الشيعي وبرز تلميذ ابن الجنيد

[239] انظر مختلف الشيعة: ج4، ص347 و 446.

[240] انظر مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 10، ص 216.