وهو أول محاولة من نوعه لجمع الحديث وتبويبه وتنظيم أبواب الفقه والأصول، ألفه الشيخ في الغيبة الصغرى في مدة عشرين سنة، وقد نال إعجاب العلماء على مر الزمان لخصائص ومميزات انفرد بها هذا الكتاب عن غيره، حيث أن مجموع رواياته أكثر من روايات الصحاح الستة. وقد أثنى العلماء عليه، مثل الشيخ المفيد حيث قال: «إنه من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة»([177]). وقال الشهيد الأول كما في إجازته لابن الخازن: «كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل مثله»([178]). وقال الفيض الكاشاني في الوافي: «الكافي... أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوّه من الفضول وشينها»([179]). وقال المجلسي: «هو أضبط الأصول وأجمعها»([180]).

وقال النوري: «كتاب الكافي بينها كالشمس بين النجوم وامتاز عنها بأمور إذا تأمل فيها المصنف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال سند الحديث المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها بالمعنى المعروف عند الأقدمين»([181])، ويقول السيد الخوئي في معجم رجاله «سمعت شيخنا الأستاذ محمد حسين النائيني قدس سره في مجلس بحثه يقول إن المناقشة في إسناد روايات الكافي حرفة العاجز»([182]). وبالرغم من كل هذا الإجلال فقد خضع للنقد

[177] تصحيح اعتقادات الإمامية: الشيخ المفيد: ص 70.

[178] انظر الفوائد الرجالية: السيد بحر العلوم: ج 3، ص 328 ـ 329.

[179] الوافي: الفيض الكاشاني: طبعة طهران، ج1، ص 6.

[180] انظر مستدرك الوسائل: ج 1 ص 29.

[181] خاتمة المستدرك: النووي، ج 3، ص 463.

[182] معجم رجال الحديث: الخوئي: ج 1، ص 81، الطبعة الخامسة.