اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد الجزء : 1 صفحة : 117
وهذا خلافاً للمنهج العقلي الذي سوف
نبينه، وخلافاً للمنهج الوسط الجامع بين النقل والعقل والذي سوف نذكره أيضاً
تباعاً.
ويمثل هذا الاتجاه علماء الفقه الذين
يعتمدون الحديث، وقد أثر مسلكهم هذا في كتبهم، فهي كتب فقهية لا تتجاوز الأحاديث
والنصوص.
أبرز
فقهاء الاتجاه الروائي وآثارهم الفقهية
الأول:الصدوق الأول
وهو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي (الصدوق الأول) توفي سنة 329هـ، فقد عرف عنه التزامه بلفظ الحديث وصيغته
فألف لتحقيق هذا المعنى رسالته إلى ابنه محمد الصدوق في الفتوى المعروفة
بـ(الرسالة) أو (الشرايع) ملتزماً فيها متن الحديث بلفظه، مع إسقاطه للسند.
ففي (مستدرك الوسائل 3/ 528 -529): «وفي
مجموعة الشهيد: ذكر الشيخ أبو علي الطوسي - قدس سره - أن أوّل من ابتكر طرح
الأسانيد، وجمع بين النظائر، وأتى الخبر مع قرينة علي بن بابويه في رسالته إلى
ابنه. قال: ورأيت جميع من تأخر عنه يحمد طريقته فيها ويعول عليه في مسائل لا يوجد
النص عليها لثقته وأمانته وموضعه من العلم والدين، وقال في (الذكرى): إن الأصحاب
كانوا يأخذون الفتاوى من رسالة علي بن بابويه إذا أعوزهم النص، ثقةً (به) واعتماداً
عليه»([154]).