بأن يتفكر الأشخاص المتكبّرين في أنفسهم
أنّهم مَن هم وأين كانوا وإلى أين يذهبون وما هو مصيرهم في النهاية؟ ويتفكّرون كذلك
في عظمة الله ويشاهدون أنفسهم أمام قدرة الله المطلقه ورحمته الواسعة([903]).
والتفكر في ابتداءً خلقته
ليعرف أنّهُ خلق من نطفة نتنة محتقرة عند أفراد البشر جميعهم
كما قال تعالى في القرآن المجيد: (فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ
خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ)([904]). يعني لم يكن له بالأصل عين ولا أُذن،
ولا يد، ولا رجل، ولا لسان ولا إرادة، وقد منحه الله هذه الأمور عارية جميعها([905]).
عن الإمام الباقر (عليه
السلام) قال: (عَجَباً لِلْمُخْتَالِ الفَخُورِ وإنّما خُلِقَ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ
يَعُودُ جِيفَةً وَهُوَ فِيَما بَيْنَ ذَلِكَ لاَ يَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِهِ).
وأن يتفكر ما ورد في ذمه
من الآيات والأخبار وغيرها، ويتأمل فيما ورد في مدح ضده وهو التواضع. ولكون الكبر
مشتملاً على شيء زائد على العجب هو رؤية النفس فوق الغير، فينبغي أن يعلم أنّ
الحكم بخيرية نفسه من غير غاية الجهل والسفاهة، فلعل في الغير من خفايا الأخلاق الكريمة
ما ينجيه، وفيه من المهلكات