responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 316

في صدر المجالس، ويتوقع منهم التحية والتواضع، وان نصحه أحد انزعج ورفض، وان قال باطلاً فردوا عليه غضب، وإن ذكر أحد بشيء لم يرفق به، ويمّن عليه ويتوقع خدمته، وبالجملة يرى نفسه اعلى من الناس، وان كان له مال أو منصب لم يكن مستعدا لمشاركة الفقراء والضعفاء في صلاة الجماعة والإجتماعات الدينية وغيرها، وفي الحقيقة أنّ مثل هذا الشخص يجعل نفسه شريكاً لله في الصفة التي اختص بها وهي العظمة والكبرياء، ومثله مثل غلام السلطان الذي يضع على رأسه تاج السلطنة ويجلس على عرش السلطان، ومثل هذا العبد الوقح جدير بالغضب منه ويحتقره جميع العقلاء، وإذ إنّ جميع الناس هم عباد الله، وهم متساوون من هذه الجهة، فمن يرى نفسه أفضل من الآخرين ويتكبر عليهم فهو منازع لله فيما تفرد به تعالى([898]). قال تعالى: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)([899]). وقال تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً)([900]).

قال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قلت: وما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله، فمن فعل ذلك فقد نازع الله عزّ وجلّ رداءه([901]).

فالتكبر هو مرض نفسي يضر بالإنسان في دنياه وآخرته، ويتنافى مع شخصية المؤمن الغني بالإيمان والحكمة، والذي ليس بحاجة إلى اعتبارات زائفة وتزكيات


[898] دستغيب: الذنوب الكبيرة - 2, ص128.

[899] سورة لقمان: آية: 18.

[900] سورة الاسراء: آية: 37.

[901] العاملي: وسائل الشيعة, ج16, ص6.

اسم الکتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الغرابي، مها نادر عبد محسن    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست