responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 83

باللحم ثم يُنشأ من هذه العظام المكسوة باللحم خلقاً آخر مصوراً في أحسن تقويم.

لِيُحَفِّزَ القوم على التفكر بهذا التصوير التفصيلي الرصين الذي لا يمكن لبشر في زمان نزول القرآن أن يتخيّله أوْ حتى أن يتصوّر مراحله في الرحم، ليقرّ وهو مرغم أنّ هذا القرآن ليس من تأليف البشر!

أما التحدي الإعجازي العلمي المكنون في هذه الآية فهو يبقى مستوراً قروناً طويلة ليظهَرَ سِرُّهُ في عصر يتطور فيه الإدراك البشري وتتطور إمكانياتُ الإنسان العلمية ووسائله ومخترعاته حداً يبعث في نفسه الزهو والإعجاز والغرور بما هو فيه يجعله لا يؤمن إلاّ بما تثبت صحته مختبرياً! فهو حين يقرأ: {...فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا...}، يُخْضِعُ هذا المخلوق إلى المراقبة المختبرية لحظة بلحظة يصوره ويوثق صور تحوله ليقول كما قال العالم الكندي: (صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم) وأسلم لأنه كان يعمل سنوات طويلة كي يصل إلى هذه الحقيقة التي كان يظن أنها سبق علمي وإذا به يكتشف أن القرآن أشار إليها قبل هذا بأربعة عشر قرناً فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله على وحيه المعجز المبين وسلام على رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله معدن العلم وخزنة وحيه المبين وورثة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين، ويبقى القرآن لا يمسه إلى المطهرون عليهم السلام وليس هذا من باب المغالاة بحب أهل البيت عليهم السلام.

اختلاف البحث القرآني من حيث الأسلوب بين القدماء والمتأخرين

وأقول عوداً على بدء؛ وقد لا يتقبل القارئ المتأخر عن عصر السلف الصالح هذا التعليل وقد نوهنا أن البحث القرآني في علم التفسير يختلف عن غيره من حيث الأسلوب ولكي يبلغ المفسر مرامه عليه أن يدرس المعنى اللفظي في زمان

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست