أهل البيت عليهم السلام.

أما في غير آيات الملاحم وآيات الغيبيات التي أخبر بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته عليهم السلام فإن الدراسات اتسعت فيها بحثاً ولم تترك زاوية لها اتصال بالموضوع من قريب أو بعيد إلاّ مَحَّصَتْها مستندة إلى الخط الرئيس الذي سارت على هديه مقتربة قدر الإمكان من تفسير القرآن بالقرآن باتخاذ كتب المتقدمين أساساً في عملية البناء التفسيرية المقارنة.

أسلوب سعيد في التفسير

قد يجدني القارئ لا أتعمق في التحليل والنقد وأنا أعالجُ أسلوب سعيد في التفسير فإني أستميحه عذراً لأنّ مثل هذه الدراسة التحليلية إنما يقوم بها الباحث المتخصص في علم التفسير، بينما قصرتُ دراستي هنا على كشف الجانب التاريخي من العملية التفسيرية عند سعيد.

وإذا ما حدثت مقارنة بين أسلوبه وأسلوب غيره؛ فلغرض تمييز طريقة تفسيره عن تفسير معاصريه من الضبط والدقة في الأخذ من شيوخه أو ممن سبقوه، وهذا التمييز وما يكتنفه من تباين واتفاق ليس غريباً في تفسير سعيد، خاصة وقد تبين لنا من دراسة علم التفسير في عصره أنه كان يتضمن علم القراءة وعلم أسباب النزول مع تفسير اللفظ وتفسير المعنى والناسخ والمنسوخ والخاص والعام والمطلق والمقيد وعلوم أخر.

وقد يكون سعيد أوّلَ من بدأ الفصل بين هذه العلوم إذْ وَرَدَتْ إشارات ذات دلائل تاريخية تبيّن (أنّ سعيداً سبق ابن مجاهد وألّفَ كتاباً في القراءات وسماهً