اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي الجزء : 1 صفحة : 42
طَهِّرَا بَيْتِيَ...}([118])، قالا: من الأوثان
والرّيب والزّور والرجس)([119]).
ومن هذه الأمثلة كثير مما يثبت أنّ
سعيداً سمع التفسير وأكثر روايته عنه([120]). ولم يشتهر
ما ذكِرَ عن مجاهد، بل يرى بعض المحققين في علم التفسير والعلوم القرآنية أنه
مُقَدَّمٌ على مجاهد وطاووس في العلم([121])؛ وما
تقدّمَ سعيد على هؤلاء لو لم يكن عالماً جليل القدر متأكداً متمحّصاً([122]).
وقد أدرك
الباحثون المتقدمون ذلك قبل المتأخرين ولم يقتصر أمر الدراسات المقارنة على
المتأخرين كما يتصور البعض لأن هناك نصوصاً تقع بين أيدي الباحثين تؤكد أن روح
المقارنة والتمحيص فنٌّ ابتكره أجدادنا لتنقية المادة التفسيرية ولتخليصها من
شوائب التدليس ومن دس الإسرائيليات من قبل الجهلة والمغرضين.
ويظهر من النص التالي أنّ طلبة العلم
على عهد سعيد كان بعضهم لا يكتفي بالأخذ من صدر واحد دون أن يقارن المادة التي حصل
عليها بمعارضتها مع مصدر ثانٍ أو أكثر إنْ أمكنه ذلك - وهذا ما يُفعل إلى الآن عند
العمل في تحقيق النصوص -.
فحين نقل أبو بكر الهذلي تفسير عكرمة
لقوله تعالى: {...وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ...}([123]) بأنها خصاء الدّواب، قال
سعيد بن جبير - لما عرض