responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 37

لقد حفظ لنا سعيد تراثاً حضارياً مُهمّاً، نقله عنه تلاميذه ومن رَوَوْا عنه في كل باب من أبواب العلوم الدينية التي حفلت بها سجلات الحضارة الإسلامية([101]).

لكن العقبة الكأداء إنما تكمُن في طريق هذا العلم يُحْجَبُ عنا بحجاب من استخفاف أهل ذلك الزمان بالعلم والعلماء؛ وانجرافهم مع تيار الدنيا وملذّاتها مُعَرِّضين تراث أمتهم بين العوادي والضياع.

وسعيد يطرح لنا صورة عصره من غير تزويق ولا تحريف؛ فلقد كان يَحُزُّ في نفسه - بعد أن بلغ تلك المنزلة العلمية - أنْ يَبقى عِلْمُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مخزوناً عنده وهو الذي انفرد وتميّزَ بتدوين العلم دون أنْ يَجِدَ مِنَ الناس مَنْ يهتم في طلبه.

لذا يقول: (وَدِدْتُ لَو أنّ الناسَ أخذوا ما عندي من العلم فإنه مما يَهُمُّني)([102]).

وسعيد حين يبدي حسرته من زهد الناس فيما عنده من العلم لا يعني أن تلامذته والرواةُ عنه قليلون - وهم الذين كان لأسمائهم دويٌّ في علم الحديث ملأ أبواب الرواية حتى تكرَّرَ ذِكْرُهُمْ في شُعَبِ الفقه وذلك ما سنتناوله بالبحث في باب خاص هو باب الرواية.



[101] البداية والنهاية لابن كثير: ج9، ص98.

[102] المصدر السابق.

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست