قال: هو خاصف النعل؟ - يعني أمير المؤمنين عليه السلام ([19]).

* الصورة الثانية

عن الكافي:

قال الله عزّ وجلّ: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل.

فسُئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَن هو؟

فقال: خاصف النعل. يعني أمير المؤمنين عليه السلام.

فقال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر، لعلمنا أنّا على الحق وأنّهم على الباطل ([20]).

دلالات الحديث الشريف:

- أمر الله تعالى بقتال الباغي على يد أوليائه.

- تأكيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن علي بن أبي طالب عليه السلام وليه من بعده ومكمّل رسالته.

- تفرد أمير المؤمنين عليه السلام بلقب خاصف النعل.

- شهادة الصحابي الجليل عمار بن ياسر على صدق وأحقيّة النبي والولي.

وعند مقارنة ما تقدم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة ([21])، سيثبت عبر هذه المقارنة أن كل من خرج وانحرف عن ولاية وإمامة وخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والإئمة من بعدة فهم على ضلال.

ولأحد الشعراء:

[19] - تفسير القمي: ج 4 ص 58.

[20] - الكافي: ج 5 ص 12 ح 2، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 137 ح230 .

[21] - خصائص الأئمة للشريف الرضي: 107.