حتّى إنّه شكّل ظاهرة واضحة في نثر الإمام الحُسين (عليه السلام)، إليك نماذج منها، شعار ثورته الأبديّ الخالد، الذي أعلنه قبيل خروجه إلى كربلاء، لمقارعة ظلم بني أمية وانحرافهم عن جادة الحقّ، في معرض وصيته إلى أخيه محمّد بن الحنفية: >بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الحُسَينُ بنُ عَليِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلى أَخِيهِ مُحمَّدٍ المَعرُوفِ بِابنِ الحَنفيَّةِ: إنَّ الحُسَينَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ الحَقِّ، وَأَنَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَأَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِرَاً، وَلا بَطِرَاً، وَلا مُفْسِدَاً، وَلا ظَالِمَاً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإِصْلَاحَ فِي أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَأَسِيْرَ بِسِيْرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام)، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الحَقِّ فَاللهُ أَوْلَى بِالحَقِّ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِي اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَ القَوْمِ بِالحَقِّ وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ، وَهَذِهِ وَصِيَّتِي يَا أَخِي إِلَيْكَ وَمَا تَوفِيْقِي إِلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِليهِ أُنِيْبُ< ([116]).
نلحظ أنّ الإمام حاك نسيج نصّه اللفظيّ كلّه، بصيغة الإفراد أو بدلالة المفرد، بدءاً من البسملة المباركة، وختاماً بنهايته الكريمة عند قوله؛ (وَمَا
[116] - موسوعة كلماته: 1 / 354.