responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 80

كتلة واحدة متماسكة داخليّاً، وخارجيّاً والعكس كذلك صحيح، مع تقوية الدلالة ظاهرياً وباطنياً، ومِن ثَمَّ يصبح النّص متجانساً ومتلائماً ومنسجماً في ذاتيته، ليعبّر في البرهة نفسها، عن اللاتجانس واللاتلاؤم واللإنسجام، لما هو ضدّه في موضوعه الخارجي الذي وُلد بمؤثرات وجوده البيئي الاجتماعي وملحقاتهما النفسيّة والعقليّة والفكريّة والوجدانيّة والتغيريّة، كالعلم والهداية والإصلاح والتقّدم والتطوير والصّلاح والخير والإحسان والفلاح، وما هو قبالها الضدّي؛ الفساد والضلال والطلاح، والشر والجهل والظلمات و...إلخ .

وإنّ المتلقي الناقد المتأمّل ما إن يفطن إلى جمال هذا النسيج، فسيندهش ويعتريه إحساس ينقله من حاله الطبيعية إلى حال لذّة شعوريّة روحيّة ونفسيّة، غير مألوفة عنده من قبلُ. إذ إنّ مرجع جمالية النسيج اللفظيّ كلّه إلى إبداع المنشئ - كما تبين فيما سبق - في هندسة النّص بما يتلاءم مع طبيعة أفكار رسالته، ورؤاها التي تحملها بين طيّات صيغ ألفاظ نسيجها المرتّب ([115])، ويسوقه المنشئ في الموضوع ذي الأهمية القصوى، والمركزية العظمى، فيوليه عناية فائقة كبيرة، ويجسّد دلالة الثبات والثبوت معاً، في مناسبات كثيرة ومواقف متعدّدة، وكذا يشعّ دلالة الإصرار، والإقدام في أحداث تترى، وعمق الارتباط الإلهيّ، وسعة دائرة الإحاطة الحقّة، بالأمر الربّانيّ الحقّ.


[115] - ينظر: قرآءة لغوية ونقدية في الصحيفة السجّادية: 47 وما بعدها.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست