responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 268

قوله في أوصاف المؤمنين:

إِنَّ المُؤْمِنَ اِتَّخَذَ اللهَ عِصْمَتَهُ، وَقَوْلَهُ مِرْآتَهُ، فَمَرَّةً يَنْظُرُ فِي نَعْتِ المُؤْمِنِينَ، وَتَارَةً يَنْظُرُ فِي وَصْفِ المُتَجَبِّرِينَ، فَهُوَ مِنْهُ فِي لَطَائِفَ، وَمِنْ نَفْسِهِ فِي تَعَارُفٍ، وَمِنْ فَطِنَتِهِ فِي يَقِينٍ، وَمِنْ قُدْسِهِ عَلَى تَمْكِينٍ ([361]).

نلحظ أنّ فاصلة النّص جاءت ثنائية التقفية، متعدّدة الموضوعات الجزئية، لكلّ ثنائية منها، وتابعة لموضوع الغرض الواحد، هو الأوصاف التي يتحلّى بها المؤمن، وإذا جئنا لنحلِّلها سنجد كيف وافق الجزء ثنائي الروي معنى فكرة فقرتيه، ومضمون الموضوع الرئيس في النّص، إذْ إنّ الثنائية الأُولى، جاء رويهما صوت حرف (الهاء) مشتقاً، ونابعاً من ارتباطهما الدلاليّ، واللفظيّ، والوجوديّ المتفاعل انتقالياً من القوي العزيز الحكيم، إلى المؤمن المعترف بضعفه الذي لا معين له عليه، إلّا الله فهو عصمته، وقوله الصادر من علمه، وحكمته هو مِرآته، التي يقوّم بها نفسه من خلال قلبه، وبصيرته، وبصره، وبما أن المؤمن اتّخذ الله له عصمته، وقوله مرآته، أخذ الإمام مشتقاً (هاء) لفظ الجلالة (الله)، وجعلها فاصلة نابعةً منه تعالى بحكم اتخاذ المؤمن الله له العصمة، وقوله المرآة، وهنا تبدو جمالية رائعة رتبها الإمام، وجسّدها صوت (الهاء) عَبْر إيقاع توالي تكراره في فقرتي الثنائية نفسها !، بين لفظ الجلالة (الله)، وروي الفاصلتين؛ ( الله - عصمتــه - مرآتــه )، والرسم في


[361]- موسوعة كلماته: 2/ 891 وما بعدها.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست