responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 255

حينها الصعداء، فقال مخبراً، ومؤكّداً بإيقاعٍ يغلب عليه الحزن، واللوعة، والألم:

>هَاْهُنَا وَاللهِ مُنَاخُ رِكَابِنَا،

هَاْهُنَا وَاللهِ سَفْكُ دِمَائِنَا،

هَاْهُنَا وَاللهِ هَتْكُ حَرِيْمِنَا، (مرصّعة مُتَفْعِلُنْ)

هَاْهُنَا وَاللهِ قـَتْـلُ رِجَــالـِنَا،

هَاْهُنَا وَاللهِ ذَبْحُ أَطْـفَالِنَا، (مطرّفة مُسْتَفْعِلُنْ)

هَاْهُنَا وَاللهِ تُزَارُ قـُبُـوْرُنــَا< ([352]

إنّ نصّ الإمام مشحون بطاقة الموسيقا التصويرية، ومحشّد بجرس الإيقاعات التنغيمية، التي ولّدتها مكونات بِنيته الكلّية، المعربة، والمعبّرة عن خلجات نفسيّته المتألِّمة، وآهات روحه الملتهبة، بدءاً بفاصلاته المرصّعة، بالوزن (مُتَفْعِلُنْ)، وبتقفية صوت النون المطلقة بالألف الساكنة (نَاْ)؛ وهي: (رِكَابِنَا - دِمَائِنَا - حَرِيْمِنَا - رِجَــالـِنَا - قـُبُـوْرُنــَا)، التي حصرت الفاصلة المتطرفة (أَطْـفَالِنَا) المخالفة لها وزناً (مُسْتَفْعِلُنْ)، والمتّفقة معها تقفيةً، والملاحظ من وراء هذه النظرة، أنّ توالي تسلسل الفاصلات المرصعة، التي أمسكت بِنية النص فأعطتها اِنسجاماً، وزادتها تماسكاً، وفي البرهة نفسها صوّر توالي تتابع إيقاعها حجم الأثر النفسيّ المترتب على قلب الإمام، جرّاء


[352]- موسوعة كلماته: 1/ 455.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست