responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 251

8 . (البُعد الزَّمنيّ)

يختص هذا البُعد وينماز عن سائر الأبعاد المتقدِّمات، بدمج جمالية الفاصلة في اشتغالها الداخليّ، الذي جسّدته أبعادها السبع مع حركة موضوعها الخارجيّ، وكلاهما متوقف على نشاط الآخر! بمعنى أنّ جماليتها الكامنة في الاِتجاه الأول كلّما كان تعمّق تأثير معناها على المتلقي، وازدياد نفوذ دلالتها في خَلَدِه، وقرب اختراق جماليتها غير المألوف في مألوف ثقافته، ومنظومة فكره، وسائد بيئته !، كلّما ضرب نصُّها عمقاً في تأريخ العصور، وبقي أثراً على مرِّ الدهور، يتداول على الألسنة، وبين العقول، ويتناقل كذلك بين الأجيال جيلاً بعد جيل، وهذا يتأتّى رغبةً من المنشئ في جعل عمله خالداً يحفظه الزمن([347])، لغاية حقيقتينِ الأولى؛ حفظ حقيقة أدبه، وتراثه وهي عند الأدباء كلهم، والثانية؛ حفظ حقيقة الحقّ، ومبادئه، وأصوله، وأُسسه، كما هو حاصل في جمالية الفواصل القرآنية، ونصوص الأحاديث النّبوية، ونصوص الأقوال العلوية إلى الدرر الحُسينية، لكي تبقى عالقة في الأذهان، ولا يصيبها طيّ النّسيان !، وتستعذب بلذّتها فطرة كلّ إنسان.

وبما أنّ نثر الإمام الحُسين (عليه السلام)، حمل الحقائق القرآنية صغيرها، وكبيرها بفواصل نصوصه، وفي أثناء فقراته، بوصف نثره صادراً من ساحة الوحي القرآنيّ التي هي المصداق الحقّ له، والوجه الناطق العمليّ للقرآن


[347]- ينظر: السجع القرآنيّ - دراسة أسلوبية -: هدى عطية عبد الغفّار (رسالة): 73.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست