responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 189

يشكّلان تداخلاً جماليّاً في هندسة بنية هيأة النّص، بفعل نتيجة هذا التوظيف في تكثيف التفصيل في دوال مضغوطة.

وعليه فالوظيفة الجماليّة التي يؤدّيها (الإيجاز)، من حيث منحه البِنية النّصيّة من الوقع الجماليّ السريع على ذهن المتلقي من جهة، وبوصف البِنية بؤرةً تجمع أُطر مكوّنات النّص، وقضاياه في تراتبِ بنائيةِ شرائحهِ الدلاليّة المكثّفة - بفعل آليّة الإيجاز - على استقطابِ خَلَد القارئ، واستيعاب ذهنهِ من جهة أخرى.

إذ تَبدأ الوظيفة الجماليّة حركتَها، وتُباشر نشاطَها على وفق حاجة المنشئ، بحسب مقامه وحاله ونحوهما، تجاه أداء التبليغ الدلاليّ لمضمون الرؤية الراهنة عنده إلى المتلقي، إيماناً منه بإشراكهِ عملية تناقل الرسالة الملقاة على عاتقهِ لتجاوبِها تقويماً، وتعديلاً، وهُدىً، في سبيل رقي التأمّلِ وتقدّمهِ في تعميل المنظومة الفكريّة، لاِكتشاف مراكز تبئير معاني النّص ودلالاته، وضالة المنشئ ووسيلته في هذا كلّهِ، هو أقصر العبارات، وأغناها معنىً في قدح شرارات الجمال، وظيفيّاً، ودلاليّاً، وإبلاغاً، لتلك الرؤية التي يرجو دفعها لقرائه، على وفق سياق منظومتهم الديالكتيكيّة في إقامة المعاني فيما بينهم، ليتحقّق الاِندماج النفسيّ، والوجدانيّ([262])، والإشراك الإنفعاليّ أيضاً.


[262] - ينظر: تأصيل الأسلوبية في الموروث النقديّ والبلاغيّ: ميس خليل محمّد (رسالة): 49، وينظر : خصائص التركيب – دراسة تحليليّة لمسائل علم المعاني -: 79.

اسم الکتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست